يحتفل الشعب الفلسطيني اليوم بذكرى متجذرة في تاريخ الشعب والقضية، ألا وهي الذكرى الثامنة والخمسون للثورة الفلسطينية المعاصرة وفي القلب منها حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" تلك الحركة العملاقة الزاخرة بفكرها العميق ودورها المفصلي وتاريخها الناصع والصانع للثورة والمكون الأساسي والرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وقضيتنا ومعها جميع الفصائل الوطنية، وتقديرا منا لتلك الحركة الشامخة والتي أدارت الثورة منذ خمسينات القرن الماضي ، وما زالت صامدة أمام كل المؤامرات التي أحيكت وتحاك ضدها كونها عصب الثورة وضميرها الحي؛
أنها فتح ، فتح الثورة والثوار فتح القضية والهوية فتح الفكرة والثورة فتح الديمومة ' فتح التى ولدت . لتبقى . ولتنتصر . حتما ستنتصر . 'لاتسعنى الكلمات ولا الشعارات حينما أخطى بقلمي تلك السطور ، ولا يكفى دمى لأسطر به معارك و انتصارات تحاكى عنها مؤرخؤن ومحللون وكتاب بل دول تشهد عليها وأبطال عاصرت الانتصارات ، فكثير من هم الحالمون وكثير من هم المراهنون وكثير من هم المتخاذلون
.اليكم جميعا لا تحسبن بقتل وأسر وإشعال الفتنة بين أسود الفتح ، فلا تنسوا بأن العرين لا يخلو من القادة والثائرين والمناضلين و الأشبال التى تحمل الراية ، فيا من تراهن على زوال وشطب حركة وطنية قومية شعبية بانتصاراتها فى شتى معارك الثورة وبشهادة دول والتاريخ يسجل ، بسهولة أن تزوال فلتخسأ فالفتح متجدرة و باقيةو شامخة كالجبال ، فعليكم أن تعودوا للخلف ، فلا زال التاريخ يذكرنا ، ولا زال العدو يتوجع من ضربات فتح الثورة والثوار ، فتح العاصفة،
فلقد شهد لفتح العالم أجمع الصديق والعدو وللتذكير قالها موشية ديان : 'أتمنى بأن أكون فلسطينيا ولو كنت فلسطينيا لأول من ألتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية و بقيادة حركة فتح . شهاده العدو على جبروت وعنفوان حركة قدمت قادتها شهداء . ' فمن يجهل حركة فتح فهو يجهل تاريخ الثورة الفلسطينية،
تذكر جيدا ان ثمانية وخمسون عام حركة منحت و قدمت وأعطت كل ما تملك وتمتلك .. رجال ، صناديد ، وهبوا حياتهم للوطن ، لم ينتظروا ثمار ثورتهم، ولم يتذوقوا حلاوة أنتصاراتهم ، زرعوا لنا وحصدوا لنا وقدموا لنا الثمار ورحلوا ، ربوا أجيال ثائرين وطنيين ثوار تشبعوا بالوطنية وحب الوطن ، هؤلاء هم الأبناء المخلصون حقا .. للأم التى أحسنت التربية ، تركوا لنا أرث فمن لم يكن فتحاويا ' فلا زال يتمنى ، ومن هو فتحاويا يعتز ويفتخر بفتحويته فحينا نتحدث عن حركة عريقة أسسها عريق وحمى جدارها عنيف ، لابد أن نقف ونتأمل بهذا الجبروت الذى لم ينحنى للطاغوت ، انها حركة فتح أيها الساده أم الجماهير أم الملايين ، الذى ظن البعض بأنها أوشكت وأقتربت نهايتها ،فعلى ما يبدو بأن البعض ، لم يتصفح التاريخ ، ولم يعى جيدا السياسة ، فلا زال لديها القادة والثوار و السياسيين و الدبلوماسيين والمناضلين و العسكريين ، فلا زال هؤلاء على قيد الحياه ، فلتتعلموا منهم فنون الحياه والسياسة والنضال فانها كثيره ، اعتقلوا وتجبروا وقتلوا وتفننوا في أخماد نار الفتح ، فلا زالت العقول تعمل ،والقلوب تدقق بعاصفة العواصف ، الا تعلمون بل تعلمون جيدا ولكنكم تتجاهلون الحقيقة لانها توجعكم ، فحتما ستزول الغمامة عن عيونكم ، ويبدأ الفجر من جديد فأبتسم أيها الفلسطيني وايها الفتحاوى أفتخر بفتحويتك وعانق السماء فهناك نجوم تتلألأ بفجرك الجديد ، وهناك القائد يبعث لك السلام ، ومن حوله النجوم رفاق الدرب يهنؤنك بيوم مولدك ، فاليك يا من تنتظر نهاية الفتح فحتما ستنتظر للأبد .