بدأت جولة حوارات المصالحة في الجزائر يوم أمس في تاريخ 11_10_2022 لانهاء الانقسام الفلسطيني، مع العلم أن هذا اليوم 12-10-2022 يصادف توقيع اتفاقية المصالحة عام 2017 برعاية القاهرة،حيث توصلت حركة التـ ـحرير الوطني الفلسطيني "فـ ـتح" وفصـ ـائل منظـ ـمة التحـ ـرير الفلسطينية مع حركة حـ ـمـ ـاس، إلى اتفاق برعاية مصرية في ختام جلسة حوار عقدت في القاهرة.
السؤال؟
هل الجولة برعاية الجزائر ستكون ذكرى كاتفاق القاهرة؟
هذا السؤال ليس لنعود بالذاكرة بل لتشابه الحال السـ ـياسي لدى الاخـ ـوان المـ ـسلمين في فلسطين، ففي عام 2017 تعد موافقة حـ ـمـ ـاس على التنازل عن إدارة قطاع غزة للحكومة الفلسطينية المدعومة من حركة فتـ ـح تراجعاً كبيراً في موقف الحركة يرجع جزئياً إلى مخاوفها من احتمال التعرض لعزلة مالية وسـ ـياسية بعد دخول داعمها الرئيسي، قطر، في أزمة دبلوماسية مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر سابقاً.
واليوم الحال مشابه باختلاف اسم الدولة التي تعاني من حصار ومشاكل داخلية غير قادرة على دعم الاخـ ـوان المسلمين في فلسطين كالمعهود ونخص الذكر "ايـ ـران"، ونتيجة لذلك تراجعت شعبية حـ ـمـ ـاس في فلسطين(المرتبطة بدعم وقرار من الخارج) تحديداً بعد العـ ـدوان الأخير على قطـ ـاع غزة وترك حـ ـمـ ـاس الجـ ـهاد الاسـ ـلامي وحدهم في ساحة المعـ ـركة، وعدم مشاركة حـ ـمـ ـاس ضد هذا العدوان، مما أدى إلى كشف المستور وتراجع شعبية هذه الحـ ـركة بعد سلسلة الوعود والتصريحات والخطابات الرنانه التي كانت تطلقها عـ ـناصر الاخـ ـوان(حماس) في فلسطين ما بين صفقة الاسـ ـرى ورشقات الصـ ـواريخ وغيرها من الوعود التي أحرجتهم أمام الرأي العام الداخلي والخارجي وأمام عنـ ـاصرهم أولاً قبل الشعب الفلسطيني، ناهيكم عن العلاقات المتوترة مع كل الدول التي دعمت واحتضنت عنـ ـاصرهم كتركيا وسوريا.
في الفترة الحالية لا يوجد داعم حقيقي يمكن لحركة حـ ـمـ ـاس الاستناد عليه في رفضها للمصالحة، بل من المحتمل أن تقوم بخديعة كما فعلت عام 2017 من إظهار الموافقة علنا والتملص من تنفيذ بنود الاتفاق سراً.
تشابه الظروف يمكن أن يؤدي إلى تشابه النتائج، وهنا نسجل أن جولة الحوار في الجزائر تختلف عن سابقاتها لأن الجزائر لا يوجد لديها أي مصالح مع حركة حـ ـماس كمصر، سواء كانت مصالح متعلقة بالحدود أو مصالح سيـ ـاسية أو أياً كان، بل أن الجزائر يعنيها فقط أن تقوم بدور يجعل لديها بصمة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني قبل انعقاد القمة العربية، هذا ما يمكن أن يجعل جولة الحوار في الجزائر مختلفة عن سابقاتها من حيث النتائج ومعرفة من الذي يريد مصالحة ومن الذي يعرقل هذه المصالحة .
لكن أليس من المفترض أن يكون للشعب الفلسطيني قراره وهو المتأذي الأكبر من الانقسام؟